المشهد الرياضي
امبا
المقارنة الظالمة

المقارنة الظالمة

يشعر المرء بالغيرة دوماً من متابعة التنظيم الرائع للبطولات الرياضية المختلفة في العالم أو حتى في دول الجوار القريبة، وكذلك من خلال متابعة مباريات كرة القدم التي تجري وفق المعايير المطلوبة آسيوياً ودولياً، او ما يتم توفيره للرياضيين وللإعلاميين وللجماهير على حد سواء من أجل أن يقوم كل بدوره..

ويزداد حجم (الغيرة) كي لا أقول (الغضب) عندما تعود بنا الذاكرة إلى أيام غابرة كنا فيها من أوائل البلدان التي تتصدى لاستضافة المنافسات العربية او الدولية بشكل مميز لاقى الإشادة من كل مكان..
لكن مع مرور الوقت والسنوات، ودون تجاهل ما فرضته الأزمة والحرب على بلدنا في كل المجالات، وكذلك الحصار الذي منعنا من استضافة الكثير من الأحداث، فقد أصبحنا فعلاً عاجزين عن تقديم استضافة حقيقية تتحقق فيها المعايير المطلوبة، حتى وإن نجحنا في مكان او مباراة هنا او هناك (في كرة السلة او الفروسية او حتى رفع الأثقال). 

أصبحنا بعيدين جداً و(هواة) في تنظيم الأحداث لافتقارنا للكثير من الأمور ومن بينها إعداد الكوادر المؤهلة فعلاً لهذه الاستضافة، وثقافة التنظيم، وهنا لا أتحدث عن اتحادات الألعاب فحسب، ولكن أيضاً عن الجماهير التي تنظر إلى منافساتنا الرياضية على أنها مكان (لتنفّس فيه ربما عن وضع اجتماعي تعيشه)..
ولو نظرنا إلى مباريات الدوري في اللعبتين الأكثر شعبية وجماهيرية (كرة القدم وكرة السلة) لوجدنا أننا نمارس نشاطاً بعيداً عن ادنى مقومات التنظيم الصحيحة، الأمر الذي يجعلنا نتخيل على سبيل المثال ما قد يحدث لو تم فك الحصار عن استضافة المباريات مستقبلاً.. 

كثيراً ما نسمع عن مطالبات بأن نكون (مثل غيرنا) ولكن للأسف لا أحد يبدو مستعداً للقيام بالدور المنوط به (إلا خلال المشاركات الخارجية) علماً اننا تلقينا العديد من العقوبات (المالية) جراء تجاوزات قمنا بها هناك (لأننا معتادون عليها هنا)..
والأمر (الأسوأ) من وجهة نظري أن أي محاولة للقيام بالأمور بالشكل الصحيح تواجه بانتقادات وبهجوم كبير من الأشخاص الذين (ينظّرون) عبر وسائل الإعلام او صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (من كوادر وإعلاميين وجماهير) بحجة تقييد الحريات، حيث تعلو الأصوات تجاه حادثة ما (هي في الأساس خاطئة)..

قد تبدو المقارنة ظالمة، ولكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الوعي والتعاون من الجميع كي نستعيد الصورة البراقة لاستضافة المباريات وتنظيمها كما كان الأمر في عصر الهواية وقبل ان ترتفع المعايير بشكل كبير، لكن الأهم هو ألا نيأس وأن نسعى دوماً للارتقاء بكوادرنا وبتنفيذ حملات توعية وبالتعامل الصارم مع المخالفات التي تحدث دون الخوف من ملامة لائم..


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة

المشهد الرياضي
المشهد الرياضي

تابعونا على

لتبقى على اطلاع بكل جديد ... انضم لقائمتنا البريدية

جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي