تركت خسارة منتخبنا السلوي أمام نظيره البحريني بفارق 31 نقطة في التصفيات الأولية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 أكثر من غصة لدى الشارع الرياضي، وهي الخسارة التي شكلت حلقة جديدة في سلسلة خيباتنا المتكررة على مستوى ألعابنا الجماعية (ألعاب الكرات) دون أن تظهر في الأفق أي بوادر لانقطاع هذه السلسلة والبدء بسلسلة جديدة قوامها الانتصارات والأفراح..
وكما هي العادة مع كل خسارة أو خيبة أمل رياضية، علت الأصوات التي تطالب بـ(ثورة تغيير رياضية) لإنقاذ سمعة منتخباتنا الوطنية بعد أن تردى تصنيفها كثيراً، وأصبحت منتخبات كنا نفوز عليها في الماضي (القريب والبعيد) تستسهل الفوز علينا وبفوارق فنية كبيرة.
وبالرغم من أن الجميع يدرك أن واقعنا ليس بأفضل أحواله، وأن ظروفاً كثيرة تقف عائقاً امام أي تغيير مرتقب، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأصوات (العاقلة) من المطالبة ببدء عملية البناء من الصفر، أي من القواعد، كسبيل وحيد لتحقيق التطور المنشود، والذي يثلج قلوب السوريين المتعلقين بالشأن الرياضي والذين يرون فيه (متنفساً) للحصول على بعض الأكسجين النقي في ظل واقع مليء بثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى (لا يمكن التعايش معها)..
اتحاد كرة القدم كان قد أطلق قبل أيام ما يسمى بالمشروع الوطني لبناء وتطوير كرة القدم السورية، بالرغم من الكثير من المعوقات المالية وغيرها التي رافقت عملية الإطلاق، والتي تحمّل عبئها وحده، في سبيل البدء بمشروع طويل الأمد لتغيير الصورة في قادم السنوات، وتنشئة جيل يمارس اللعبة (بشكل صحيح وعلى حبتها كما يقال)..
قطف ثمار هذا المشروع (الذي يجب ان يعمم على بقية الاتحادات) من خلال الاهتمام أكثر بالفئات العمرية، قد لا يأتي إلا بعد عشر سنوات من الآن، حتى مع بعض الأخطاء التي قد تترافق مع عملية إطلاق هذا المشروع او ذاك، لكنها تبقى خطوة تستحق الدعم والاهتمام (الإعلامي والجماهيري) ومن ثم التحلي بالصبر (صبر أيوب) على أمل الوصول إلى الهدف الذي ينشده الجميع، ومن دون تضافر كل الجهود فإننا سنبقى ندور في حلقة مغلقة لا أمل في الخروج منها، وسنبقى نتحسر على نتائج ومستويات لا تسر صديقاً او حبيباً..
جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي
المشهد الرياضي
