المشهد الرياضي
امبا

آخر الأخبار

كيف تتدخل " الفيا " للحد من هيمنة الفرق على المنافسات ؟

كيف تتدخل " الفيا " للحد من هيمنة الفرق على المنافسات ؟

في الكثير من المناسبات في تاريخ بطولة العالم للفورمولا 1، تدخل الاتحاد الدولي للسيارات لتعديل بعض القوانين وذلك لخلط الأوراق في البطولة وتقليص هيمنة الفرق المسيطرة على المنافسات.

تكرر ذلك في تاريخ البطولة، خاصة عند تقديم أحد الفرق ابتكارٍ تقني أكسبه أفضلية على باقي الفرق الأخرى في شبكة الانطلاق، ومناسبة هذا الحديث هو ما يبدو أن سيطرة، يمكن أن تمتد لفترة طويلة، قد يفرضها فريق ريد بُل على الفورمولا 1.

كل ذلك، ربما يدفع فريق “ميلتون كينيز” إلى محاولة إخفاء بعض من قوته وتفوقه، تجنبًا لتدخل الفيا لقب الطاولة وسحب بعض عناصر التفوق في المفهوم التصميمي فريق ريد بُل.

وهنا نستعرض معكم أبرز تدخلات الفيا في البطولة للتقليص من هيمنة الفريق الواحد على المنافسات:

نظام “فريكس”- مرسيدس (2014) :

لا شك أن مرسيدس بدأت بسيطرتها سريعًا على الحقبة الهجينة من البطولة منذ بدايتها في عام 2014. حاولت البطولة في البداية من فرض قيود على تطوير المحرك، لكن ذلك أدّى، أيضًا، إلى عدم قدرة فيراري ورينو على اللحاق بمرسيدس وتطوير وحدة الطاقة الخاصة بهم أيضًا.

إلا أن الفيا تحركت بعد ذلك، في خطوة بدت خاصة بالحد من سيطرة مرسيدس، حيث حظر الاتحاد الدولي للسيارات استخدام نظام “فريكس” في سيارة “ديليو 05” في موسم 2014.

وفي منتصف موسم 2014، منع الاتحاد الدولي استخدام نظام فريكس (نظام التعليق الأمامي والخلفي المتصل)، حيث تم اعتباره جهاز انسيابي متحرك.  حيث فرض ذلك قبل انطلاق سباق جائزة ألمانيا الكبرى، عاشر جولات ذلك الموسم. حيث أشار حينها مراقب سباقات البطولة تشارلي وايتينغ أن هذا النظام مخالف للوائح التقنية.

رغم أن جميع فرق البطولة استخدمت هذا النظام، الذي مضى على ابتكاره أكثر من 5 أعوام، لكن اعتُقد في كواليس الفورمولا 1 أن سيارة مرسيدس “دبليو 05” تستفيد بشكل خاص من هذا النظام، الذي يربط نظامي التعليق في قسمي السيارة الأمامي والخلفي.

توجهت كل الأنظار آنذاك إلى لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ في هوكنهايم. البريطاني تعرض لحادث في القسم الأول من الحصة التأهيلية، ما أثار القليل من التساؤلات، لكن تبين بعد ذلك أن الحادث سببه المكابح. أما روزبرغ فقد انطلق من المركز الأول وحقق الفوز بينما أنهى هاميلتون السباق في المركز الثالث.

مع ذلك، لم تتأثر مرسيدس كثيرًا بحظر هذا النظام وبقيت مسيطرة على البطولة بعد العطلة الصيفية من ذلك الموسم.

“مخمد الكتلة”- رينو (2006) :

دخلت رينو موسم 2006 من بطولة العالم للفورمولا 1 متمتعة بعلو كعب على كل الفرق الأخرى، حيث فاز الصانع الفرنسي بستة من أصل السباقات التسعة الأولى في الموسم. إلا أن تغييرًا في القوانين في منتصف الموسم أدّى إلى تراجع الفريق، فلم يتمكن فرناندو ألونسو من الفوز سوى بسباق واحدٍ في الجولات التسع المتبقية من ذلك الموسم.

كانت رينو قد ابتكرت جهازًا جديدًا لسيارتها “آر 25” في عام 2005، وتمت تسميته بـ “مخمد الكتلة”، وهو عبارة عن وزن حر معلق داخل أسطوانة تُوضع داخل أنف السيارة.

تم استخدام هذه الجهاز الميكانيكي بشكل فعال، ولعب دورًا كبيرً في تعويض الوزن والإبقاء على الجناح الأمامي قريبًا قدر الإمكان من الأرض، والمحافظ على استقرار السيارة عند صعودها على الحفف الجانبية.

كان فريق رينو حينها يقوم بتعديل الوزن ليتناسب مع كل حلبة وخصائصها. كما قام أيضًا باستخدام هذا الجهاز في القسم الخلفي من السيارة. ودفع ذلك فرق البطولة، خاصة ماكلارين، للاعتراض.

نتيجة ذلك، حظر الفيا استخدام هذا الجهاز واعتبره “جهاز انسيابي متحرك” كذلك الأمر. حيث أشار حينها إلى أن الجهاز ليس ميكانيكيًا بل يتم استخدامه لكسب أفضلية على الصعيد الانسيابي.

وبعد أن تخلت رينو عن هذا الجهاز بدءًا من سباق جائزة المانيا الكبرى، أنهى الونسو وزميله جيانكارلو فيسيكيلا في المركزين الخامس والسادس، بينما حقق فيراري الفوز وأنهت السباق في المركز الأول والثاني. كما أن الفريق الإيطالي فاز حينها بأغلب السباقات المتبقية من الموسم. مع ذلك، رينو فازت بلقب ذلك الموسم.

حظر تبديل الإطارات- فيراري (2005) :

بعد هيمنة مطلقة لفيراري على منافسات موسم 2004،ن خلص الاتحاد الدولي للسيارات إلى اعتماد قانون غريب في الموسم التالي من ضمن جملة من القوانين، والتي استهدف بعضها التصميم الانسيابي للسيارات لإبطائها.

إلى أن التغيير الأكثر إثارة للجدل هو حظر تبديل الإطار خلال السباق، حيث فُرض على السائق استخدام مجموعة واحدة من الإطارات في الحصة التأهيلية والسباق.

أدرك الاتحاد الدولي متأخرًا عدم صوابية هذا القرار،  خاصة فيما يتعلق بشروط السلامة، ولعل اللقطة  الأبرز هو تعطل نظام التعليق في سيارة كيمي رايكونن في اللفة الأخيرة من سباق جائزة أوروبا الكبرى، بعد أن تم رفض دخول منطقة الصيانة لتبديل إطاره المتسطح.

شكّل هذا القانون عائقًا كبيرًا أمام فيراري في ذلك الموسم. حيث تفوقت السيارات التي تستخدم إطارات ميشلان بشكل واضح على تلك التي تعتمد إطارات بريدجستون، من بينها فيراري، حيث فشل الصانع الياباني الشهير  بتقديم إطارات تتمتع بالمستوى نفسه من الأداء والديمومة كإطارات ميشلان.

ابتعدت فيراري، نتيجة لذلك عن معركة اللقب في هذا الموسم والتي جمعت بين ماكلارين ورينو، ولم يتمكن حامل اللقب آنذاك مايكل شوماخر سوى من تحقيق فوزٍ واحد في سباق الولايات المتحدة الكبرى الشهير والمثير للجدل.

عادت فيراري على الفور للمنافسة على اللقب في موسم 2006 بعد إلغاء القرار.

نظام التعليق النشط- ويليامز (1994) :

أحد أكثر الأنظمة التقنية إثارة للجدل في تاريخ الفورمولا 1، حيث قدم كل من باتريك هيد وأدريان نيوي سيارة “أف دبليو 14 بيط هي تطوير عن سيارة ويليامز “أف دبليو 14” لموسم 1991.

قام الرجلان بتعديل الكثير من عناصر السيارة الجديدة، إضافة إلى اعتماد نظام التعليق النشط. نتيجة ذلك، سيطر نايجل مانسل على ذلك الموسم وفاز بـ 9 سباقات محققًا لقب البطولة.

سيارة “أف دبليو 15” لموسم 1993 كانت مستقاة من السيارة السابقة، حيث تم استخدام نظام التعليق النشط ونظام المكابح المضادة للانزلاق “آيه بي أس” ونظام التحكم بالجر وناقل الحركة نصف الأتوماتيكي والآلي بالكامل.

حينها، حقق آلان بروست العائد للبطولة اللقب، قبل أن يتدخل الفيا في 1994، لحظر استخدام نظام التعليق النشط والـ “آيه بي أس” ونظام التحكم بالجر. إذ كان يسعى الاتحاد الدولي لجعل سيارات البطولة “حيادية” والحد من قدراتها الأتوماتكية.

مع استبعاد كل هذه الأنظمة من سيارة ويليامز الجديدة، أصبحت صعبة القيادة وخطرة، حتى بين يدي القادم الجديد وبطل العالم ثلاث مرات آيرتون سينا، الذي فقد حياته في ذلك الموسم.

نظام “داس” وتغيير تصميم الأرضية- مرسيدس (2021) :

في موسم 2020، قدمت مرسيدس ابتكارًا جديدًا في سيارته “دبليو 11″، وسُمي هذا الاختراع بـ “نظام التوجيه ثنائي المحاور”. إذ كان بإمكان لويس هاميلتون وفالتيري بوتاس تغيير الزاوية بين الإطارات من خلال تقديم أو إرجاع مقود السيارة.

جذب هذا النظام الأنظار خلال التجارب الشتوية، واستمر السائقان باستخدامه طيلة جولات ذلك الموسم. إلا أن الفيا حظرت استخدامه في الموسم التالي.

بعد ذلك، قدمت البطولة حزمة تعديلات جديدة للقوانين لموسم 2022، ركّزت على تغيير فلسفة التصميم للسيارات من الناحية الانسيابية والاعتماد على تأثير الأرضية للسيارات.

بذلك، اختفت سيطرة مرسيدس على سباقات البطولة وبرزت سيارة ريد بُل والسائق ماكس فيرشتابن على المنافسات. فهل نشهد تغييرات جديدة للقوانين لخلط الأوراق في الأيام المقبلة؟

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة

المشهد الرياضي
المشهد الرياضي

تابعونا على

لتبقى على اطلاع بكل جديد ... انضم لقائمتنا البريدية

جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي