لا يبدو الموقف السياسي للمشجعين في آسيا هو العامل الوحيد المؤثر على آرائهم بمسألة إمكانية انتقال منتخبات وأندية روسيا لكرة القدم من اليويفا إلى الاتحاد الآسيوي.. هناك أيضا عامل الخوف من "بعبع" كروي جديد في القارة ومكان إضافي محجوز في كأس العالم لمنتخب "ضيف" على القارة الصفراء.
المنتخب الروسي الأول للرجال ومنذ قرار تجميد مشاركاته في المسابقات الدولية خاض 5 وديات كلها كانت أمام منتخبات من آسيا (قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وإيران والعراق).
الاتحاد الروسي لكرة القدم يحاول إقناع اليويفا والفيفا بعودة منتخباته وأنديته للمنافسات الرسمية ولو كان ذلك تحت علم محايد ودون عزف النشيد مؤقتا، لكن تصريحات رئيس اليويفا الأخيرة أن هذا الأمر "غاية في الصعوبة قبل نهاية العملية العسكرية الروسية الخاصة" يعقد الأمور كثيرا.
هنا في روسيا هناك شبه إجماع على ضرورة بذل كل الجهود لكي يعود المنتخب للمنافسات الرسمية، لكن هناك امتعاض لدى الصحافيين الرياضيين تحديدا من مسألة الانتقال إلى آسيا وهم التيار الأكثر رفضا لذلك.
منذ فترة وجيزة سافرت إلى سان بطرسبورغ لتغطية مباراة روسيا والعراق (الودية)، وهو أول لقاء كرة قدم على مستوى المنتخب الأول للرجال يقام على الأرض الروسية منذ 2021، ولمست هناك لدى الوفد العراقي رغبة كبيرة وتأييدا واضحا لانتقال المنتخب الروسي إلى آسيا.. وكذلك خلال تواصل مع عدة زملاء في اتحادات آسيوية أخرى (عربية وغير عربية) لمست الموقف ذاته.
لكن، ما سلبيات وإيجابيات هذا الانتقال لجميع الأطراف؟
× السلبيات الواضحة بالنسبة لروسيا:
1 - اللعب في مستوى فني أقل بكثير من مستوى أوروبا وهو ما سينعكس على مستوى المنتخبات والأندية الروسية بشكل عام.
2 - خسارة الاحتكاك بمنتخبات عالمية كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنكلترا وغيرهم.
3 - سيكون هناك فرق شاسع في المسافات التي ستقطعها المنتخبات الروسية (إن لم تتغير استراتيجية لعب المباريات الدولية في القسم الأوروبي جغرافياً من روسيا).
4 - خسارة عائدات مالية كبيرة بسبب الفرق الكبير في الجوائز بين مسابقات اليويفا والاتحاد الآسيوي.
× الإيجابيات بالنسبة لروسيا:
1 - العودة إلى المنافسات الرسمية (وهو الأمر الأهم برأيي).
2 - التأهل إلى كأس العالم سيكون أسهل في آسيا بكل تأكيد.
3 - ستتم إقامة مشاريع كروية كبيرة في القسم الآسيوي من روسيا (وهو قسم بعيد عن كرة القدم الحديثة الموجودة في القسم الأوروبي من البلاد).
4 - إمكانية دخول الشركات الروسية في الاستثمار في عالم الكرة الآسيوية وهو ما سيعود بالنفع العظيم على الطرفين.
× السلبيات بالنسبة لآسيا:
1 - خسارة منتخبات القارة لمقعد دائم في كأس العالم لصالح روسيا.
2 - هبوط نسبة تتويج منتخب من خارج الخمسة الكبار (اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا وإيران) + روسيا بلقب كأس آسيا.
× الإيجابيات بالنسبة لآسيا:
1 - دخول منتخب من منتخبات الصف الثاني عالميا لصفوف القارة.
2 - دخول قوة مالية (رعاة ومستثمرين) هائلة لصفوف القارة.
3 - امتلاك روسيا لملاعب عالمية وهي فرصة لمنتخبات آسيوية للعب على ملاعب مونديالية مذهلة.
4 - ارتفاع مستوى بطولات الأندية بآسيا بسبب وجود محترفين أجانب كثر على مستوى عال (إضافة لمستوى اللاعبين الروس أنفسهم طبعا) في الأندية الروسية.
بعد التأمل في سلبيات وإيجابيات المسألة لكل الأطراف، ظهر لي أن إيجابيات هذا الانتقال أقوى بكثير من سلبياته واستفادة جميع الأطراف أكبر بكثير من ضررها.
هناك الكثير من المعلومات المرتبطة بهذا الملف الشائك، لكن لن يتسع لها مقال واحد بالتأكيد.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي