كان ذلك مطلع التسعينيات والمكان جريدة الاتحاد الرياضي التي كان يرأس تحريرها أستاذنا عدنان بوظو رحمه الله ووقتها بدأت أصوات تتعالى بضرورة تطبيق نظام الاحتراف لأن نظام الهواية ليس كافياً للوصول للمستوى النوعي للمنافسة عربياً وقارياً ودولياً ..
وأذكر وقتها رد فعل الأستاذ سميح مدلل رئيس الاتحاد الرياضي العام حينها والذي قال جملته الشهيرة "الاحتراف هو انحراف" معترضاً على أصوات المنادين بالاحتراف.
وبعدها ببضعة سنوات وتحديدا مطلع الألفية الثالثة أي قبل نحو عشرين عاماً صدر نظام تطبيق الاحتراف على كرتي القدم والسلة وبدأت أنديتنا بالتعاقد مع لاعبين عرب وأجانب في اللعبتين فماذا حصل؟؟؟
الاحتراف يعتمد في الدرجة الأولى والعاشرة على توفير السيولة المادية وكان أن ساهم رجال الأعمال في دعم بعض أنديتنا التي أثمرت وقتها عن بعض الإنجازات كما احتلال الكرامة المركز الثاني في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وفوز الوحدة ببطولة آسيا لكرة السلة، وفوز الاتحاد بكأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، وفوز الجيش بكأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم....
ولكن ماذا حدث بعدها؟؟؟؟
الذي حدث ابتعاد أصحاب رؤوس المال عن الأندية والتي شهدت نفسها عاجزة عن توفير كلمة السر في الاحتراف وهو المال بسبب ضعف استثماراتها وارتفاع قيمة التعاقدات والرواتب الشهرية التي وصلت أحيانا إلى أرقام فلكية.
والآن وبعد عقدين من الزمن على تطبيق نظام الاحتراف هل وصلنا إلى المستوى النوعي الذي كنا نبحث عنه؟؟؟
الإجابة سهلة جداً.... المستوى بقي على حاله وتطور اللاعبين اقتصر فقط على تحسين وضعهم المادي ....
وهاهي معظم أنديتنا تعاني من الفقر من صغيرها إلى كبيرها. ..
وأخيرا لابد من إعادة صياغة نظام الاحتراف بما يتناسب والوضع المادي والاقتصادي قبل أن يتحول الاحتراف إلى انحراف إن لم يكن قد تحول....!!!
جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي