في ليلة أوروبية عاصفة، حاول فيها إنتر ميلان غلق الأبواب مبكراً بهدفين نظيفين، إلا أن برشلونة خرج من قلب الزلزال بهدف ذهبي وقّعه الفتى المعجزة لامين يامال، ليؤكد أن من يلعب بعمر 17 وسط عمالقة القارة ليس مجرد لاعب ناشئ… بل حالة كروية خارجة عن المألوف.
بعد صافرة النهاية بتعادل برشلونة والإنتر 3/3 وتأجل الحسم لمدعب جوسيبي مياتزا الأسبوع المقبل، انتقل العرض من عشب “مونتجويك” إلى استوديو قناة CBS Sports Golazo، حيث انتظر الثلاثي تييري هنري، جيمي كاراغر، وميكا ريتشاردز، لامين للحديث معه في بث مباشر.
لكن ما بدا كمقابلة اعتيادية، تحوّل إلى اعترافات كروية من قلب اللاعب الشاب، ولقاء يحمل عبق الأجيال.
تييري هنري، نجم برشلونة وأرسنال السابق، لم يُخفِ إعجابه الجارف بما يقدّمه يامال، فسأله بدهشة: “كيف تفعل كل هذا وأنت لم تُكمل عامك الـ18؟”
جاء الرد من النجم الشاب بعفوية تليق بعمره، ونضج لا يليق إلا بالكبار: “السر؟ الاستمتاع. ألعب وأنا أحاول الاستمتاع، لا أفكر في شيء… فقط أقدم ما لدي، وأحاول أن أُسعد الناس الذين يشاهدون".
واصل حديثه بواقعية "الأمور تسير على ما يُرام، لكنني لم أحقق شيئاً بعد. ما زال أمامي الكثير لأقدّمه، والكثير لأصنعه، وأتمنى أن أواصل على هذا النسق في الإياب”.
هل يحقق برشلونة الثلاثية التاريخية؟
الحديث انتقل إلى سؤال الألقاب… والرهان على الثلاثية التاريخية، فبرشلونة بطل الكأس، يتصدر حالياً الليغا بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد، وهو أحد أربعة كبار في نصف نهائي دوري الأبطال. فكان سؤال هنري مباشرًا: “هل تؤمن بالثلاثية؟”.
وجاءت الإجابة بثقة، لا تُشبه سذاجة المراهقة: “دائمًا ما آمنت بها. أثق بفريقي منذ بداية الموسم. علينا أن نفوز بمباريات كهذه، فهي تصنع الفارق وتعزز الثقة. سنُعطي كل شيء في لقاء العودة، وسنتأهل إن شاء الله”.
لكن اللحظة الأكثر دفئًا لم تكن فنية… بل إنسانية بامتياز. فهنري، المفتون بموهبة يامال، طلب منه قميصه بعد الكلاسيكو المقبل، الذي سيُقام في 11 مايو. الرد؟ لم يكن “نعم” ولا “سأفكر”، بل شرط ذكي جاء من روح مرحة: “يجب أن نتبادل! أنت تعطيني قميصك وأنا أعطيك قميصي”.
ضحك هنري وقال: “أي واحد تريده؟ من برشلونة؟” فرد يامال مبتسمًا: “من برشلونة، من آرسنال… كما تريد!”
انتهى الحوار، لكن بقيت الكلمات تتردد في الأذهان… حين قال هنري ليامال: “أنا أستمتع بمشاهدتك تلعب”.
ورد يامال “وهذا هو السبب الذي ألعب من أجله… لأُسعد الناس، وخصوصًا أولئك الذين يفهمون اللعبة… شكرًا جزيلاً لك”.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 لموقع المشهد الرياضي