سجل منتخب فرنسا لأول مرة من اللعب المفتوح، دون الاستعانة بـ”النيران الصديقة” أو ركلات الجزاء بعد مرور 489 دقيقة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) وتخلص نجمها كيليان مبابي أخيرا من قناع الوجه الذي أزعجه كثيرا.
لكن كل ذلك كان بلا جدوى، حيث خرج المنتخب الفرنسي من الدور قبل النهائي للبطولة، عقب خسارته 1 / 2 أمام نظيره الإسباني، على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ.
ورغم تقدم المنتخب الفرنسي بهدف جاء من ضربة رأس لنجمه راندال كولو مواني في الدقيقة التاسعة، قلب منتخب إسبانيا الطاولة على منافسه، بعدما سجل لامين يامال (16 عاما) هدف التعادل، بينما أضاف داني أولمو الهدف الثاني للماتادور الإسباني.
وبذلك، فشل منتخب فرنسا في أن يصعد للنهائي الرابع على التوالي سواء بأمم أوروبا أو كأس العالم خلال السنوات الثماني الأخيرة، بينما عجز مدربه ديدييه ديشامب عن التتويج باللقب الأوروبي كمدرب بعدما سبق أن حصل عليه كلاعب عام 2000.
وكان ديشامب سبق له الفوز بكأس العالم كلاعب عام 1998 ومدرب عام 2018.
وكان ديشامب قريبا من الفوز بكأس الأمم الأوروبية كمدرب، عندما صعدت فرنسا لنهائي نسخة البطولة عام 2016، التي استضافتها على ملاعبها، لكنها خسرت صفر / 1 أمام البرتغال.
وصرح ديشامب عقب الخسارة أمام إسبانيا: “لقد تمكنا من افتتاح التسجيل، وكان ذلك رائعا. ومع ذلك، فرضت إسبانيا سيطرتها على مجريات الأمور. لم نقدم أداء جيدا، ولم نلعب بالطريقة التي كنت أريدها”.
وبلغ المنتخب الفرنسي المربع الذهبي للمرة الرابعة بأمم أوروبا أو المونديال خلال آخر 8 سنوات، بعدما سجل 3 أهداف فقط خلال مسيرته في يورو 2024، بواقع ركلة جزاء أحرزها قائده كيليان مبابي، بالإضافة لهدفين عكسيين جاءا من لاعبي المنافسين.
وتمثلت نقطة قوة منتخب فرنسا خلال البطولة الحالية في خط الدفاع، الذي استقبل هدفا وحيدا من ركلة جزاء، خلال تعادل الفريق 1 / 1 مع نظيره البولندي في مرحلة المجموعات، وذلك خلال مبارياته الخمس الماضية.
واستقبلت شباك فرنسا هدفين أمام إسبانيا أمس الثلاثاء، بينما عجز منتخب (الديوك) عن التسجيل من أجل إدراك التعادل على الأقل والدفع باللقاء للعب الوقت الإضافي.
وأكد ديشامب: “ينبغي عليك أن تكون مسترخيا قدر الإمكان وتسجل الهدف. هذا ما كنا نفتقده. ومع ذلك، تأهلنا للدور قبل النهائي ووجدنا طريقة للتسجيل، وذلك بفضل كولو. كان من الأفضل لو احتفظنا بنفس الكفاءة التي كنا عليها من قبل”.
من جانبه، صرح المهاجم أنطوان غريزمان، الذي شارك كبديل في المباراة: “نحن جميعا نشعر بالانزعاج وخيبة الأمل. من الناحية الدفاعية، كنا جيدين للغاية طوال المسابقة، لكن على الصعيد الهجومي، أهدرنا العديد من الفرص وهذا أضر بنا”.
وأشاد ديشامب بمنتخب إسبانيا ووصفه بأنها “فريق عظيم” و”كان أفضل في التعامل مع الكرة” في تلك الليلة.
وأبدى ديشامب تفاؤله بمستقبل فريقه، رغم اعتزال المهاجم المخضرم أوليفيه جيرو، الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا، الذي شارك في الدقائق الأخيرة من عمر لقاء إسبانيا من على مقاعد البدلاء.
وأكد ديشامب، الذي يستعد الآن لقيادة منتخب فرنسا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026: “لدينا الكثير من اللاعبين الشباب في فريقنا، وهو ما سيساعدنا في المستقبل”.
واتفق غريزمان في الرأي مع مدربه، حيث قال متعهدا: “سوف نعود”.
وتولى ديشامب قيادة منتخب فرنسا عام 2012 أم لا، علما بأن عقده الأخير مع الفريق يمتد حتى عام 2026.
وشهدت الفترة الأخيرة تغييرا في قيادة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وما زال أسطورة منتخب الديوك ومدرب ريال مدريد الإسباني السابق زين الدين زيدان متاحا، حيث يراه متابعون منذ فترة طويلة خليفة لديشامب.
ورفض ديشامب التعليق على تلك المسألة، حيث اكتفى بالرد قائلا: “لقد خسرت للتو الدور قبل النهائي في أمم أوروبا. اسألوا رئيسي. لن أجيب على هذا السؤال”.
(د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة © 2024 لموقع المشهد الرياضي